محرك بحث المدونة

الاثنين

تأثير المعلمين

◘ كم أنتهت العديد من المواهب وماتت الكثير من القدرات بسبب عدم إكتشاف الأباء لأبنائهم الموهوبين أو لمواهب أبنائهم، وإهمال قدراتهم وليس هناك طفل بلا مواهب أو قدرات ، بل وثمة قدرات خاصة دفينة قد لايعلم عنها أحد فى إنتظار إزاحة الستار أو الأكتشاف أو الموت الهادئ بالتجاهل و الإهمال ، ووفقاً لدراسة شهيرة تبيَّن أن نسبة الموهوبين من الأطفال من سن الولادة إلى السنة الخامسة من أعمارهم نحو ٩٠٪، وعندما يصل الأطفال إلى سن السابعة تنخفض نسبة المبدعين منهم إلى١٠٪، وما إن يصلوا السنة الثامنة حتى تصبح النسبة ٢٪ فقط ، مما يشير إلى أن طرق التعليم والأعرافَ الاجتماعيةَ تعمل عملها في إجهاض المواهب وطمس معالمها، مع أنها كانت قادرةً على الحفاظ عليها، بل تطويرها وتنميتها.



فنحن نؤمن أن لكلِّ طفلٍ ميزةً تُميِّزه عن الآخرين ، كما نؤمن أن هذا التميُّزَ نتيجةُ تفاعُلٍ ( لا واع ) بين البيئة وعوامل الوراثة ونجد فى السلف .


ونجد أستاذ ومعلم محمد الفاتح كان يقول له منذ الصغر أنَّ النبيَّ- صلى الله عليه- يقول: {الجيش الذي يفتح القسطنطينية خير جيوش الأرض، وقائده خير قواد الأرض}ثم ينظر إلى محمد الفاتح ويقول له وأتمنى أن تكون أنت هذا القائد، فأنشأه هذا المعلم الجليل على ذلك.


وفى سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- خير مثال وقدوة عندما ولَّى أسامة بن زيد وعمره ١٨سنة قيادة الجيش وتحت قيادته الصديق أبو بكر وكبار الصحابة؛ لأن النبي- صلى الله عليه وسلم- إكتشف تميزه في مجال القيادة والتخطيط.










وتلك قصة تُعبرعن مدى تأثر الطلبة بمعلميهم (*)


• أبلة "نعمت" مدرسة ماهرة للمرحلة الإبتدائية كانت تتابع ملفات تلاميذها فى إحدى السنوات ووجدت (كريم) كان من الواضح إنه ولداً مجتهداً ولكن مُستواه التحصيلى قل فجأة...


وعلمت الأبلة إن ذلك مرجعه إنه يواجه بعض الصعوبات النفسية - حسب تقارير الأطباء- بعد وفاة والدته فقررت أن تهتم به ليعود إلى مستواه الحقيقى ، وهل العيد فجلب الأطفال هدايا للمُعلمة ، وعندما قدم (كريم) هداياه أنفجر بعض التلاميذ بالضحك والبعض الأخر بالسخرية فقد أتى لها بإسورة ليست من الذهب وقع منها الكثير من الفصوص ،وزجاجة تبقى بها القليل من البرفان ، وأنطفأت إبتسامة (كريم) ونظرفى الأرض بعينان تملأهما الدموع ، ولكن الأبلة "نعمت" علمت إن تلك الأشياء من ما تركت والدته فكانت لديها أغلى هدية وفرحت بها بالفعل بل ردت على سخرية وضحكات التلاميذ بأن أبدت أهتمام بالغ بهدايا (كريم) وقامت بلبس الأسورة ووضعت رشة من البرفان ومدحت فى الهدية وشكرت (كريم) وسلمت عليه ، أنفرجت أسارير (كريم) ، وقال لها أشكرك ياأبله لأنك ذكرتنى برائحة أمى ويدها .


ومن هذا اليوم قررت أبلة "نعمت" أن تُكرس حياتها لمساعدة الأطفال ممن لديهم نفس ظروف (كريم) ،ونعود إلى (كريم) فى ترك المرحلة الإبتدائية بمجموع تخطى ٩۰٪ فوجدت ورقة أسفل باب بيتها مكتوب فيها {أبلة نعمت شكراً أنت أحسن أبلة عندى أنا نجحت وحصلت على مجموع تخطى ٩۰٪ }
----------------------


(*) وأتذكر إننى قرأتها بكتاب (الطريق إلى النجاح) للدكتور"إبراهيم الفقى"



وبعد ثلاث سنوات وجدت نفس الرسالة وبنفس المجموع


وبعد ثلاث سنوات وصلتها نفس الرسالة ونفس المجموع


وبعدما دخل (كريم) كلية الطب كان كل عام يصلها رسالة بها ماوصل إليه وتقديره هذا العام.


وبعد تخرجه وخطب إحدى زميلاته وكان مُسافراً ليعمل بالخارج ،هذه المرة كتب بها ... {خطبت إحدى زميلاتى ولن أحتفل بزواجى بدونك لأنى ليس لى أحد سواكى الأن (فقد توفى أبى) ولن أعطى مكان أمى لأحد غيرك ، وعلى الفور ذهبت إليه الأبلة "نعمت" وهى تلبس نفس الأسورة وتضع نفس البرفان }.


------------


ألا ترى إن تأثير المعلمة الأم والمعلم الحقيقى فى حياة تلاميذهم تخطى أحياناً حتى نسبة تأثير آبائهم .


ويأتى التساؤل لماذا؟


لأنهم لايشغلهم عن أبنائنا شاغل فقد علموا إن هذا هو صميم شغلهم بل وأصبح شاغلهم ،فيصل هذا إلى القلوب الصغيرة فهى لاتخدع ولا تنخدع .


وفي النهاية.. فالأب الواع والأم الناجحة هي التي تكتشف أوتعرف طاقات أبنائها ثم تحسن تنميتها وتوظيفها.






◊ وهل من المنطقى ان نترك إكتشاف مواهب أبناءنا للملاحظة الفردية او للأهواء الشخصيه أو الأحكام المُسبقة للأخرين ، وكذلك اسلوب الاكتشاف بالملاحظه الفرديه اسلوب عتيق ،وقد يُجدى وكثيراً ما يُخطئ .بحجة مشاغلنا أو حتى ضيق العيش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صاحب العقلية الكونية
حسن حجازى
hassansalah73@yahoo.com