محرك بحث المدونة

الثلاثاء

معاناتك والكليشات الخمسة ( الحلقة الأولى من سلسلة محاضرات الكون الداخلى )


الحلقة الأولى
ياللروعة ... ما أجمل أن يجلس الأنسان متأملاً أحد مناظر الطبيعة الرائعة وقت الغروب وهو يستمع لأنغام موسيقى هادئة حالمة . يشعر وهو بتلك الحالة الأنفرادية التى غالباً لاتأتى إلا مرات معدودات ليس فى العام ولكن فى العمر كله يشعر بإنه قد تماذج وأتحد مع الطبيعة


لايشعر بإن هذا العصفور المتعالى المتراقص فوق الأغصان يغيظه بعد الأن ، ولأنه يتفضل عليه بالعلو وراحة البال وقلة المشاكل
 ولكن يوقظه سؤال سرمدى ...
( لماذا لايستمر هذا الأحساس الرائع ؟ )
لماذا لايستمر إحساس الإندماج الكونى وتلك اللذة بالتوحد مع الذات ومع العالم الخارجى . قد تأتى لكل منا هنات للحظات قد تطول عن ذلك لتكون لبعض الثوانى ولكنها وفى النهاية تتبخر وتذبل قبل أن تتفتح .
لايفكر صاحبنا كثيراً وينطلق حتى يلحق ميعاد دكتور الأطفال لأن أبنه يعانى ألام بالصدر .
كم قال لزوجته إن تحافظ عليه من الأيس كريم ومن موجة البرد هذا العام ، ويتلاحق مع الأفكار حتى يذهب بعيداً ويجد نفسه أمام الروشتة 

    
والصيدلى يذكر له المبلغ الذى أخذه بدوره لمكان أخر من الحديث مع النفس ذلك الرفيق الدائم الذى لاتنتهى من الثرثرة أبداً ، ودائماً ماتكون سلبية وسلبياته أكثر بكثير من إيجابياته وإجاباته .

 
كم أردت أن أقول لنترك صاحبنا هذا لشأنه ولكن صاحبنا هذا هو أنا وأنت . نسير فى طريق دائرى مغلق ندور فيه ونحكم أغلاقه على ذواتنا ، فلا نرى الطرق الفرعية ، ندور فى دوائر مغلقة على ذاتنا دوائر صغيرة نفسية وعقلية وجسدية بل وروحانية .

 
 وقليلاً من ينفتح منا على ( الدائرة الكونية العظمى ) ليتحد ويذوب بها ويدور معها لينسى تلك الدوائر الذاتية الصغرى التافهة الرتيبة العتيقة الحديثة والأنانية . فما كان الإنسان فى العصر الحجرى أقل وعياً من إنسان عصر التكنولوجيا بل العكس قد يكون صحيح فالتكنولوجيا مثلما أعطتنا الكثير أخذت منا الكثير .

إن الثقافات الشرقية القديمة حتى تلك اللحظة لديها أتباع كثر حول العالم لأنها تأتى بالإجابات والإيجابيات للذات الأنسانية ، ذلك لأنها لم تتلوث علمياً أو تكنولوجياً .


لاتتسرع بالحكم على تلك الكلمات بإنها دعوة للتخلف أو الرجعية ، ولكن هى بالعكس دعوة للتطور العلمى .

 
حيث إن العلم التقليدى بُنى على عدد من المناهج وأساليب التفكير سميت بالمنهج العلمى وهو ما سجل فشل ذريع أمام الروحانيات والطاقة العقلية بل والتركيب النهائى للمادة ، حتى وصلنا إلى ذورة عدم اليقين وهو ما يُعبر عن أهم مبدأ من مبادئ (ميكانيكا الكم) والتى أكدت أن ثمة خطأ غير مقصود فى بدايات نشأت العلم الحديث والذى لم يعترف بأى أفكار أخرى أو يحتوى الثقافات العتيقة أوعلومها ببحث كيفية نشأتها ومناهجها الفكرية فوقع فى ورطة (مكانيكا الكم) قمة العلم والذى أقر بأننا (غيـر مـتأكدين) من أى شئ .
إن العلم بالمناهج وأساليب التفكير الحالية قد بحث عنصر (الجسد) حيث إن العلم الحالى يدرس الماديات بطريقة رائعة كما نستطيع أن نقول إنه درس عنصر (النفس) رغم عدم التوافق الواضح فى الكثير من المفاهيم الأساسية . على سبيل المثال أشكالية هل هذا (وراثى - مكتسب - الأثنين معا) حيث إن العلم الحالى درس الماديات بصورة رائعة ولكنه أهمل عنصران من أهم عناصر الذات البشرية ولذا فهو علم غير مكتمل ...
إن ذات الإنسان تتكون من أربعة عناصر أساسية وهى
 (الروح- العقل – النفس – الجسد) وعنصر خامس خارجى وهو عنصر {الزمكان}

 
وتأتى التساؤلات ...
من أين أتت تلك العناصر وكيف خُلقت وماذا ينتج من تفاعلاتها .....ألخ
تساؤلات عميقة وعقيمة لأنها لاتنجب إجاباتها فكل سؤال يحوى دليل أجابته بداخله ، وتكون عملية البحث عن الإجابات هى فاعليات تقليب السؤال ومحاولة تفكيك سره فكل شئ يحوى جزء من نقيضه بداخله .


 






وثمة ثقافة شرقية تُسمى "الفيدانتا" Vedanta تُحدد أسباب المعاناة الأنسانية فى خمسة (كليشات) وكلمة "كليشا" كلمة سنسكريتيه تعنى أسباب المعاناة أو الحزن .

 
الكليشات الخمسة
وتلك الكليشات الخمسة تتلخص فيما يلى :
·        عدم معرفة الذات ( الهاجس العقلى )
·        الخوف من الزوال  ( الهاجس الجسدى )
·        الرغبة فى الأبدية  ( الهاجس الزمكانى )
·        الخوف من المجهول ( الهاجس النفسى )
·        تحديد الهوية بالصور الذاتية  ( الهاجس الروحانى )
 وتلخص "الفيدانتا" أسباب المعاناة الأنسانية فى المُسبب الأول لأن المسببات أو الكليشات الأربعة الأخيرة تعتمد على الكليشا الأولى ألا وهى عدم معرفة الأنسان لذاته .
ذلك لأن كل أنسان يولد كجهاز حاسب آلى
يتحدد هويته من البرامج التى به والتى منها قد نتعرف على مهنة صاحبه فالمبرمج مثلاً جهازه سوف يختلف عن جهاز المهندس وهذا يختلف جهازه عن جهاز الطبيب وهكذا فكل أنسان حاسبه الآلى يختلف عن الأخر
 فمن مايحتوية من أفلام نستطيع أن نتعرف لغته وكذلك من نوعية الكتب الألكترونية نتعرف على درجة ثقافته أو حتى ديانته ، ومن نوعية الأغانى سوف نتعرف على مرحلته العمرية .

ونحن كذلك نحدد ذواتنا مما يُقال عنا ونحن صغار أو مايُزرع فينا من أفكار أو ثقافة مجتمعية سائدة بل والحالة المادية أو الأقتصادية ، فلاوقت للجلسات الأسرية المسائية ولا مكان لحدوتة ماقبل النوم ، فالأب منهكاً كما أصبحت الأم عاملة كذلك ، فالحالة المادية أو الأقتصادية أذاً عاملاً فى تحديد ذات الطفل أو الكبير .
ولذا فإن مفهومك عن ذاتك يتحدد لا من خلال الحقيقة والعالم الحقيقى ولكن من خلال العالم المادى الزائف والزائل.

من خلال أطلق عليه " العناصر الخمسة الزائفة " ، وهى الثقافة والأفكار المجتمعية السائدة ، وأحكام الأخرين عنك سئ كان جيداً أو إهمال ، وتاريخك أوأفعالك الشخصية من نجاحات أو أخفاقات أو حتى فشل ، والحالة المادية وهى التى تعطيك تصور خارجى وهمى عن ذاتك ، وأخيراً المعتقدات .
وثمة من يقول إن هذا هو الشئ الطبيعى ، لأنه لايعرف إن الذات الأنسانية لا تجلس على مقاهى العالم المادى المُشاهد ولكنها تحيا فى العالم الحقيقى أو عالم الحقيقة الأخطبوطى والذى فيه العالم المادى أحد أرجله أو أذرعه .
إن الذات الأنسانية تولد على الفطرة نقية ولايتأثر منها (بالعالم المادى) إلا عناصرها (السلبية) أو السفلي المرتبطين بآليات الحياة والتى من طبيعتها التأثر والتغير بل والتبدل وهما عنصرى (الجسد) و (النفس) ، وهما لايؤثران فى العناصر العليا وهما (الروح) و (العقل) ، ولكن مايحدث إن العناصر السفلية دائما ما تُغطى أو تُغشى- تضع غشاء- على العناصر العلوية كى يحدوا من تأثيرهما أو فاعلياتهما .
وحتى تنتهى معاناتنا نحن البشر لابد من نزع تلك الأغطية وكشف تلك الأغشية ، ومن تلك الأغشية (الحديث الداخلى) أو الحديث مع النفس ، والذى دائماً ما ينبُع من الخلفية النفسية المُتأثر بالعناصر الخمسة الزائفة السابقة والتى غالباً مايكون الفكر أو الطاقة السلبية به أكثر وجاهة ومنطقية وإغراء .


فعلى سبيل التأكيد ، إن تفكيرك فى لحظة جميلة جلستها مع الغروب مثلا ... لاتدوم لثوان بل وتنتهى تماماً عندما تفكر فى شخص كريه بالنسبه لك – أو تعتقد ذلك – وتقول كان يجب أن يقول كذا بدلا من كذا وماكان يجب عليه أن يفعل هذا الفعل ولذا فمنطقيا المقصد هو إهانتى ولذا فكان يجب على أن ....ويسير بك التفكير السلبى المغرى ويبدو منطقياً جداً ، وقد يطول معك لدقائق أو لساعات حسب تقبلك وحالتك وقتها ووعيك .

ويحدث كثيراً أن يطرأ طارئىً جديداً فى الأفق فينزعك إنتزاعاً من تلك الأفكار السلبية المُغرية - كالعاهرات فتلك طبيعتها للنفس البشرية – كما يُنزع المُلك من المالك ، تبقى طوال اليوم فى ضيق لاتدرى له سببا ، وعندما يسألك أحدهم عن سبب ضيقك الواضح ترد بقول ( لا أدرى ) وعندما تبحث حثيثا تجد أن السبب كان مجرد فكرة سلبية ولكن وياللعجب لاتجده أبداً سببا تافهاً ؟!
وكثيراً ما (يتمدد) الحديث مع النفس بمعنى يتطور ليصبح مادياً ، وليس مجرد حالة ضيق أوحزن فيتمدد ليصبح حالة عراك أو طلاق أو قرارات خاطئة أو حتى حالة حرب .
معرفة ذاتك و مراحل الدمية الذاتية
إذا ما كنت فى حالة معرفية ذاتية حقيقية أو معرفة الذات من خلال العالم الحقيقى لما وصلت لمثل هذا التلاعب السلبى بك وتلك مجرد مرحلة من (مراحل الدمية الذاتية) ...
فنحن مانبرح مرحلة (الدمة الجسدية ) فى فترة الطفولة والمرهقة ، وهناك من لايبرح تلك المرحلة ،وبعض الشهوانيين من يبقى فى تلك المرحلة ، ومن يتخطاها مايلبث أن تستلمه مرحلة ( الدمية النفسية ) فى مرحلة الشباب ومابعدها.وفى الحقيقة يبقى السواد الأعظم من الناس فى تلك المرحلة وهم لايرون أن لديهم أى مشكلة ، وثمة من ينفلت من تلك المرحلة ، حتى يسقط فى مرحلة ( الدمية العقلية ) وهو سعيد بذلك جداً وقد يسموا أنفسهم علماء أو علمانيون ومنهم المتنطعين .  وهناك من تحتويه مرحلة   ( الدمية الروحية ) وهو سعيد بذلك جداً وقد يسموا أنفسهم العارفين بالله أو رجال الدين ومنهم المجذوبين .

فالنوع الأول من البشر يرى إن الحياة مادية ولابد من الأستمتاع بها جسديا وكأن الحياة بعضاً من الملذات والشهوات ، فى حياة أشبه بحياة الحيوان .


أما النوع الثانى من البشر يرى من الحياة الرغبات وتحقيق الأهداف وهو مايحقق ويتحقق بالحالة النفسية المستريحة ولم يروا فى الحياة إلامجموعة من الرغبات واللهاث وراء الأهداف ، ولا يصلوا إلى السعادة ويبقوا فى صراع وتحديات .
ولاأدرى ماشعورهم إذا ما حققوا جميع رغباتهم هل تنتهى الحياة مثلما حدث مع العديد من الفنانين والفنانات اللذين أنتحروا وهم فى قمة نجوميتهم هل كانوا من تلك النوعية من البشر ؟؟؟
والنوع الثالث ، وكأن العلم أصبح حكراً عليهم وغيرهم هم الجهلاء أو مجذوبين ، فى حين إن العلم ليس من أختصاص العقل والمنطق فحسب فالعلوم متعددة كما البشر . فقد سحرهم العلم أو سحر عقولهم تماما حتى إن أحدهم قال وهو على سرير المرض أريد أن أعرف ماذا يدور فى عقل الله ، وأصبح سرير مرضه سرير موته دون أن يصل لشئ ، فهؤلاء يمكن تسميتهم من المجذوبين علمياً .

أما النوع الرابع رأوا إن العلم عاجز عن التعامل مع الروح فكانت الروح هى من أختصاص الدين أو إنها فقط الطريق لمعرفة الله ، ولكن معرفة الله تأتى من كل الذات البشرية بجميع عناصرها .
حتى لاتصبح دمية
والسبيل الوحيد حتى لاتصبح أحد الدُمى السابقة أن تتعرف على ذاتك كما هى فى عالمها الحقيقى ، لابنائا على ماتم حشو رأسك به من خلال العناصر الزائفة من ثقافة أو أحكام أو برمجة (خارجية أو داخلية) أو الأقتصاد أو حتى الدين . وأنا أكتب تلك الكلمة الأخيرة توقفت لثـوان لأنها بحق مجال حساس وخطير الولوج به ولكن ماجعلنى أكتبها هى أولاً الحقيقة ، وثانياً الأسطر التى أُلهمت بها حتى أوضح مقصدى .

فالأديان هى فى الغالب ماتعطينا أحكام عن الذات والأخر بل والكون ولولا الأديان لكانت غابة ، فالدين والعقيدة من أهم مقومات الحياة البشرية ، ولكن الفهم الصحيح الذى لايشوه الذات ولا الأخر.
وهنا لابد أن نعلم إن الدين من المفاهيم الذاتية أو نستقيها من مفاهيم والأخرين ومفهمهم الذاتى للدين ، ولذا فلدينا مثلا العديد من التفاسير لنفس كتاب الله (القرآن) الكريم وكذلك ثمة العديد من الأناجيل المُقدسة.  
فإذا ما تحدثنا عن إتصال ذاتك (بالعقل الكونى)
تجد من المسلمين مثلا من يرفض تعبير (العقل الكونى) رفضاً باتاً لأن مرجعيتهم الدينية لم يكن بها هذا التعبير فى حين إنهم إذا ما نحوا جانباً الحكم المُسبق والذى تم تلقينه ويركد فى النموذج (الدينى) الخاص به .
فببساطة سوف يجد إن هذا (العقل الكونى) متواجد بالمعنى وليس باللفظ فى الآية الكريمة .
﴿ ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ   ۩ سورة فصلت – الآية11
وهذا يعنى ببساطة إنه حتى يختار أحد مابين البدائل أو أنه يمكنه أن يأتى الأمر أو لايأتيه ، فمنطقياً لابد له من (عقل) وهذا ما أسماه الأخر (العقل الكونى) ، ولايهم الأسماء أو التسميات ولكن الأهم هو الفهم ولن يأتى الفهم الصحيح إلا عندما يتأتى الفهم الحقيقى لذاتك ويتجلى العالم الحقيقى أمامك .

فعندما تتفهم ذاتك جيدا وتكتشفها حقيقتها سوف تصل لفهم أعمق أو لعمق الفهم لما حولك وفهم المشاعر العميقة وفهم عمق المشاعر سيصل بك لفهم دينى أعمق قد يتخطى بمراحل فهم من غرس بداخلك الدين .
وأرجو أن يفهم كلامى فى إطاره الصحيح ، إن الأحكام المسبقة التى قد تُنسب للدين جراء فهم ذاتى خاص قاصر تربينا عليه ( كمسلمين أو مسيحيين أو غيرهم ) أو ساهم فى فكرة وهمية أو زائفة عن الذات .
فهناك من الأديان مايأمرك لأن تتبرك بحيوان أو تقدسه مثل فأر أو تسجد مثلا لبقرة .
                                        

وهو يفعل ذلك وهو على قناعة تامة ويقين بما يفعله إنه هو الصواب والأخر ضال أو لايفهم فلسفته  على أحسن تقدير .
هكذا زُرع بداخله وعليه فهو بذلك يرى إن ذاته أقل من ذوات الأربع .  
ولذا فإنك إذا ماتعرفت على ذاتك بالطريقة السليمة بعيدا عن ...
الثقافة السائدة ( الجغرافيا الشخصية) التأثير من خلال عنصر العقل
أفعالك السابقة (التاريخ الشخصى) التأثير من خلال عنصر الزمن
أراء الأخرين (التأثير الخارجى) التأثير من خلال عنصر النفس
المعتقدات (التأثير الداخلى) التأثير من خلال عنصر الروح
الحالة الأقتصادية (التأثير المادية) التأثير من خلال عنصر الجسد

بعيداً عن هؤلاء الخمسة ستصل إلى الوعى العميق أو عمق الوعى والذى إن شاء الله يجعلك من سعداء الدُنيــا لأن فى تلك الحالة سوف تتجسد الأفكار مادياً وفى الأخرة لأن الفهم للذات بصورة صحيحة فى عالمها الحقيقى هو ماسوف يدلك إلى الصورة الصحيحة لخالقها الحق .  
مع تحياتى 
حسن حجازى
----------------
وإلى اللقاء إن شاء الله
مع الحلقة الثانية (أعرف ذاتك)
يوم الجمعة 25-12-2015      

حسن صلاح حجازى المدرب الدولى للتنمية البشرية وأكتشاف المواهب ومخترع العديد من الإبتكارات التربوية ...للتواصل hassansalah73@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صاحب العقلية الكونية
حسن حجازى
hassansalah73@yahoo.com