محرك بحث المدونة

الاثنين

التخطيط النسبى المتوازن



التخطيط النسبى المتوازن
¤  لقد كثر الحديث جدا عن التخطيط والخطة نحو هدفك ، ورأينا العديد من أنواع الخطط أو المخططات على سبيل المثال:
-        التخطيط الإستيراتيجى
-        التخطيط بالسيناريو
ولكن يبقى السؤال أى من تلك الخطط وهذه الأساليب تصلح لى :
لقد قدمت لنا ( النظرية الدائرية ) المسجلة سنة 2002  "علم الكون الداخلى" لعالم التنمية البشرية والذى قدم لنا العديد من الحلول المبتكرة لعالم التنمية البشرية ، ومنها التخطيط النسبى المتوازن.
قبل كل شئ لابد وأن تحدد المجالات الأساسية للخطة التى تنوى البدء بها ، فالهدف يقسم إلى عدد محدد أو محدود من المجالات .
ومجالات الخطة الأساسية دائما شئ عام أو شئ شامل وهو شئ أساسى جدا بخطتك .
هذا الأمر قد يكون مربك أو محير وقد يصل ليكون محبط للبعض فلا بأس هيا نستمر سوف أساعدك إن شاء الله بقوة فى هذا المجال بقوة . الأهم تواجد الدافعية والحماسة .
أولاً : سُبل السعادة
كل منا يريد أو يهدف لتحقيق السعادة وللسعادة سبيلين أو يرى المعظم إنهما مكونات السعادة ، وهما ( الراحة والعظمة) ولا ثالث لهما وقد يكون هذا مرجعيته للمادة والطاقة المكونين للأنسان أو بمعنى أدق الجسد والروح.
فالجسد مادة من طين الأرض العفن ، والتى دائما تركن إلى وتجد سعادتها فى الشهوات والراحة حتى ولو مع الأذلال ، أما الروح طاقة تمثل قمة النقاء والصفاء من السماء ، وهى التى تجد سعادتها فى العظمة حتى ولو مع التعب والمشقة .  
وقد يتأفف بعض من يقرأ تلك السطور من كلمتى الأذلال والتدنى ويفعلها دون أن يدرى لأن المسار الذى أتخذه لحياته أو أتخذته الحياة له أطفأ نور الروح بداخله وشعلة الأشتياق للسماء والسمو . فحتى لو لديه السلطة فى تلك الحالة فهى لاتحقق له العظمة إلا ظاهرياً لأن العظمة لاتتحقق لمثل هذا الشخص بالأذلال والتدنى الذى هو فى أتم إستعداد له أمام سلطة أكبر لتحقيق مكانه أعلى .   
و"العلو" لايعنى "السمو" ، فالعلو يأتى من التدرج وما يحوزه من درجات أو مكانة ، فة حين إن السمو يأتى من التنوع وما تسعى إليه من أهداف أو تمتلكه من مبادئ .
وهنا يجب أن نتطرق إلى "الرقى" والذى هو "العلو" مع "السمو" فالشخص الراقى هو مايعلو مع الإحتفاظ بما يملك من مبادئ أو أهداف سامية ، بل يعمل أثناء سعيه لحياذة العلو (التدرج) إلى تنقية التنوع .
لذا وجب {التوازن} أثناء التخطيط وهذا مالم أجده فى أى من أنواع الخطط المتاحة فى ساحة التخطيط ، فكل أنواع الخطط تسعى وفقط لتحقيق الهدف على المستوى المادى ، ولم تناقش حتى التفاصيل على المستوى المادى ، والذى يعنى هنا التركــيز التام على عنصرين فقط ، وهما العنصر الجسدى وما يتعلق به من ماديات ، والجانب المادى من العقل ، والعقل يميل إلى الماديات أكثر .
إن الأهمال التام لعنصرى الروح والنفس أثناء وضعك لخطتك لتحقيق النجاح والذى إن تحقق وقتياً ، لن يكون إلا نجاح وهمى وقتى باهتاً بارداً وخالياً من دفئ الحياة .
ثانياً : سبب فشل التخطيط
ولذلك قد يرجع فشل الخطط والتخطيط من الأساس لأنها لاتتوازن أو بمعنى أدق لاتُرضى جميع عناصر الذات البشرية.
بالفعل إن للسعادة سبيلين ( الراحة – العظمة ) وقليل من يحقق السير فى كلتا السبيلين ، وثمة من لم يكتشف أى من السبيلين طوال حياته .
ولكن حتى لمن أكتشف سبل الراحة أو العظمة أو كليهما فبغير التوازن خلالهما فلن تتحقق السعادة لأن لكل من عناصر الذات مُتطلبات تحقق من خلالهما العظمة أو الراحة ، مع مراعاة ألا يجور أى من السبيلين على مجرى الأخر فالعظمة مع المشقة لاتحقق السعادة ، ولا الراحة مع الأذلال تتحقق السعادة .
ولذا فالتوازن هو اللاعب الأساس والذى لايمكن إستبداله فالتوازن هو كلمة السر فى عالمى (الكون الخارجى) الأكبر ، وعالم (الكون الداخلى) الأصغر أو الذات ولتوضيح ذلك بصورة أعمق لابد أن نفصل سُبل الراحة والعظمة لكل عنصر من عناصر الذات الأنسانية الأربعة ...
فالجسد : بالنسبة له الراحة تعنى الصحة أو الإسترخاء أو الإبتعاد عن المجهود والمتاعب أو تحقيق الشهوات .
والعقل : فالراحة بالنسبة له تعنى البُعد عن المخاطر واكتشاف القواعد والتفكير المستمر .
أما النفس : تجد راحتها فى تحقيق الرغبات وفى الأمان والتملك أو الثراء .
أما راحة الروح : فتجدها فى إرضاء خالقها والتأمل والخروج من مادية الجسد وقليل من البشر من يستطيع أن يحقق للروح ذلك .
فكما ترى أن وسائل الراحة تختلف بإختلاف العنصر الذاتى أو طبيعته ، ولذا فإن الإنسان فى كبد أو تعب .
أما العظمة فالأمر يختلف وسائله كذلك بإختلاف العنصر الذاتى .
فالعظمة بالنسبة للجسد تعنى القوة أو السرعة أو الكفائة أو الجمال التشريحى أو التشكيلى .
أما بالنسبة للعقل فالعظمة فى الوصول إلى الحقائق أو التميز بمعنى الحكمة أو الإبداع - والذى أعتبر لون من ألوان الحكمة – فمن أوتى الحكمة فقد أوتى خيراً كثيرا .
والعظمة بالنسبة للنفس تتلخص فى السلطة أو المهابة أو الشهرة والمجد .
أما الروح ترى العظمة فى الترفع عن الماديات والتواصل مع العقل الكونى أو عمق الوعى ووأد الشهوات الجسدية ، وكبت الرغبات المادية للنفس ، ولهذا فإن العظمة لله جميعا .
وفى العادة يأتى الأنتقاء وليس التـوازن فثمة من يرى راحته من خلال العنصر (X) وعظمته من خلال العنصر (Y) ، ولذا فلن يصل إلى مايصبو إليه ويفاجأ بإنه فى نهاية الطريق لم يصل إلى السعادة الحقيقية .
وعندما نـتأكد إن الراحة الكـاملة والعظمة التامة أمور أو مزيج لاوجود له فى الحياة الدُنيــا .
هُنــا تطل (النسبية) بإبتسامتها المعهودة ، ونظراتها الساخرة ، وكأنها تقول ( ألم أقل لكم ، لماذا ذهبتم بعيداً ، لامفر من وجودى ) .
فى الحقيقة لامفر من النسبية فهى سُنة من سُنن الكون ومن يرفض تلك السُنة فإن سعيه لشتى .
وتبقى أفعاله وأفكاره فى شتات ، وفى النهاية يعود ويعترف بالنسبية هذا إن أمهله الوقت ليـعود .
فمن خلال تلك النسبية (البغيضة) تستطيع أن تحقق السعادة النسبية أو نسبة من السعادة ، ولكن السعادة الكـاملة لاتوجد فى عالم البشر أو فى الحيـاة الدُنيــا .
وقد ذكرت إن النسبية بغيضة لإنها مما جعلته (الكليشات الخمسة) من مسببات المعاناة الأنسانية ، وهو سعى الإنسان إلى الأبدية فى حياة زائلة أو المطلق فى عالم نسبى . وللمزيد من التفاصيل أرجو مراجعة مقالتى السابقة (معاناتك والكليشات الخمسة) .
ثالثاً : اكتشف ذاتك قبل أن تخطط لحياتك
ومما سبق نجد إن كل إنسان تختلف سعادته بإختلاف الخلطة الذاتية التى لاتختلف عناصرها ولكـن تختلف نسب قوة كـل عنصر أو الأهمية النسبية لكل شخص ، وهذا ما يعطيه شخصيته وطبعه الخاص .
فكما لدينـا جميعاً أصابع ولكن لكلٍ بصمته ، وكل إنسان لديه وجه ولكن تختلف الأشكال بإختلاف نسب المسافات بين عناصر الوجه أو الحجم .
كذلك تتشكل الذات الأنسانية ، وبالتالى السعادة وسبلها وأمر اكتشاف الذاتأمر يطول شرحه قأرجو الرجوع لمقالتى (إكتشف ذاتك تنتهى معاناتك ) .
رابعاَ : التـوازن النسبى والنسبية المتوازنة
عندما أشرت إلى أهمية التـوازن فى حياتك ، وعُدت وأكدت على النسبية كسُنة إلاهية فى الكون . فلا تناقض فى ذلك فكلمة التـوازن تعنى التساوى ، وعلى جانب أخر من النسبية قد تعنى عدم التساوى .
ولكن التـوازن نفسه تسرى عليه النسبية بمعنى إن المجالات المطروحة فى الحياة عديدة ومنها بالطبع ما لا يتصل بأهدافك من قريب أو من بعيد  أو كما ترى أو يظهر لك لأن الأتصال - حسب (النظرية الدائرية) – يسرى فى كل مناحى الحياة ، ومنها "نظرية تأثير الفراشة" ، والتى تتلخص فى إن رفرفة جناحى فراشة على سواحل الصين قد تتسبب فى إعصار على سواحل أمريكا .
ولكن تلك النظرية أغفلت - بغير تعمد – أمر هام وهو التوازن . الذى يجعل الدجاجة عندما تفقد عدد معين من البيض تعويضه بنفس العدد المفقود ، وما أدهش علماء التجربة أن الدجاجة بذلك أستطاعت التعرف على العدد ولم ينتبهوا لسُنة التـوازن الفطرى داخل الكائنات ، فأول ما يخافه الطفل هو السقوط وأهم وأخطر مايجب أن يتعلمه هو التـوازن ثم ينساه بـعد ذلك .
والتـوازن يأخذ فى الأعتبار الأمور التى تتأثر بها أو تؤثر فيها بوضوح (أما الزبد) فالتوازن لايهتم بتوافه الأمور أو الأمور الشبه معدومة.
ومن معرفتك الحقة لذاتك تستطيع التعرف بجلاء على المجالات التى تؤثر فيك أو تستطيع أن تؤثر فيها ، وبعد ذلك تحدد بشكل واضح الأنشطة الخاصة بكل مجال ثم ندرس كخطوة تالية الفاعليات الخاصة بكل نشاط ، وهذا ماسوف يتم شرحه تفصيلياً فى الجزء العملى .
خامساً : قبل أن تفرد أشرعتك
يجب أن تعلم أنه من المبادئ الأساسية لعلم "الكون الداخلى" التنوع والتدرج ، ومبدأ التزاوج الثنائى وهذا المبدأ الأخير يؤكـد على إن كل كائن جديد أو وليد ينتج من التزاوج مابين الشئ ومضاده .
والمجالات الأساسية فى حياة أى منا لا تخرج عن تلك المجالات التالية والتى تتحدد من المنبع والتأثير ...
فالمجالات الأساسية تنطلق من متضادين هما (الداخلى – الخارجى) ومن ناتج ذلك التزاوج التضادى ينتج لدينا أربعة من المجالات الأساسية وهم:
1) مجالات داخلية خارجية (𝛂)
وهى المجالات التى أنشطتها تنبع من الداخل وتؤثر فى الخارج    
 2) مجالات خارجية داخلية (𝛃) 
 وهى تلك المجالات التى أنشطتها تنبع من الخارج وتؤثر فى الداخل
3) مجالات داخلية داخلية (𝛄)
وهى تلك المجالات التى أنشطتها تنبع من الداخل وتؤثر داخلياً
4) مجالات خارجية خارجية (𝛗)
وهى تلك المجالات التى تنبع من الخارج ويبقى تأثيرها فى الخارج
وفى هذا يمكن تمثيل الأنسان بالطائرة ...
أولاً : المجالات الداخلية الخارجية ...
وأطلق عليها (المجالات الهامة) وهى تمثل المجالات العقلية أو التى يختص بها العقل وهى تمثل الأجهزة بالطائرة .
ثانياً : المجالات الخارجية الداخلية ...
وأسميها (المجالات الخطيرة) وهى تلم المجالات النفسية أو التى تتأثر بها الأنفس ، وهى هنا تمثل الأحوال الجوية التى تطير خلالها الطائرة.
ثالثاً : المجالات الداخلية الداخلية ...
وهى (المجالات السرية) وهى المجالات الروحانية أو التى تتعلق بالروح ، وهى تمثل الصندوق الأسود بالطائرة .
رابعاً : المجالات الخارجية الخارجية ...
وهى (المجالات البسيطة) والتى تتعلق بالجسد وهى غير مؤثرة بقوة ، وهى تمثل الطيورأو السُحب التى تطير خارج الطائرة.
وتلك المجالات الأربعة تجد لدينا جميعا ونتأثر بها أو نؤثر فيها ، فلا مجال لمن يدعى أنه ليس لديه مجال أو هدف ، وهذا ماسوف نتأكد منه أكثر مع معرفتنا لأنواع الخطط النسبية المتوازنة وأنواع أنشطتها .  وهذا ماسوف نتعرف عليه فى المقالة التالية إن شاء الله تعالى .

حسن صلاح حجازى المدرب الدولى للتنمية البشرية وأكتشاف المواهب والخبير التربوى مخترع العديد من الإبتكارات التربوية والمستشار التربوى بجمعية بنك الأفكار وللتواصل hassansalah73@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صاحب العقلية الكونية
حسن حجازى
hassansalah73@yahoo.com