محرك بحث المدونة

الأحد

هل العبقرية والإبداع شئ من الجنون ؟؟؟

{كل شئ عظيم فى هذا العالم أبدعه المرضى النفسيين}

"مارسيل بروست" مؤلف رواية (البحث عن الزمن الضائع)


تعود العلاقة بين الجنون والعبقرية أوالإبداع إلى عهود قديمة جدا...
فمن عهد "أرسطو" ( 384 ق.م - 322 ق.م ) على سبيل المثال...
كان يعتقد اليونانيون القدماء إن الإبداع مستمد من الألهة أو بشكل أدق إلهات الإلهام أو (الميوزات : Μοῦσαι
فبحسب الميثولوجيا الإغريقية القديمة ، هن إلهات أخوات (أو حوريات أو مخلوقات إلوهية) من بنات "زيوس" كبير الألهة اليونانيين ، عرفن كمصادر إلهام أثناء التأليف الموسيقي ، بل وملهمات جميع أنواع الفنون والشعر والعلوم، بل أعتبرهم بعض الأغريقين تجسيدات حية لتلك الإبداعات المختلفة ، وكل واحدة من التسعة مختصة بلون أو مجال معين . وكان المبدعين القدامى من الأغرقيين يدعون إليهن طلبًا للإلهام ، ولإبراز أعمالهم بشكل مميز.
 الميوزات التسع يرقصن مع "أبولو"
ورغم إن تلك خرافة ميثولوجية إلا إن اليونانيون القدماء أقتنعوا تماماً إن ثمة تأثير حقيقى من بنات "زيوس" التسع على كل مبدع أو عبقرى فيكون فى حالة عقلية غير مفهومة أو سوية . وقد وجد البروفيسير " جون فليب راشتون" أن ثمة علاقة بين الإبداع والإضطرابات الذهانية . وقد أظهرت دراسة أخرى إن العلاقة تكون أكبر فى حالات أضطراب الشخصية الفصامية .

ولقد تم قياس الإبداع لدى عدد من الأطفال من خلال عرض عدد من الرموز المختلفة من حيث التعقيد والتماثل . فأوضحت الدراسة إن الأطفال المصابين بإضطرابات "ثنائى القطب" أو الهوس أو من  هم عرضة للأصابة به لايفضلون الرموز البسيطة أو المتماثلة .
وحيث إن التفكير التباينى ( مفتاح الإبداع ) يرتبط بنشاط قشرة الفص الجبهى فى كلا جانبى الدماغ ، فى حالات الشخصية الفصامية ( والتى يتميز بحالات من "الهوس" أو بمعنى أدق الإبتهاج البسيط الغير مُبرر أو الغير طبيعى ) وجد إنه فى تلك الحالة تكون قشرة الفص الجبهى اليمنى نشطة إلى درجة كبيرة .
وتفترض تلك الدراسة أن الشخصية الفصامية أفضل من حيث القدرة على إستخدام جانبى الدماغ ، وهذا ماقد يتيح لهم إيجاد روابط غير معهودة بين الأشياء بمعدل أسرع .
ونفس النتيجة أظهرتها ثلاث دراسات أخرى قام بها د."مارك بيتى" ود."أدريان فرنهام" .
وكذلك أجرى معهد (كارولينسكا) السويدى دراسة شملت أكثر من مليون شخص تبين عدد من الحالات أن هناك علاقة ما بين الإضطراب وبين الإبداع .
كما إنه من خلال السيرة الذاتية للشخصيات التاريخية المبدعة مثل "بيتهوفن" و"فيرجينيا وولف" و "أرنست همنجواى" و "أسحاق نيوتن"و "جودى جارلند" وغيرهم ، وجد أنهم كانوا يعانون من أضطرابات ذهنية وخاصة "الهوس" الخفيف ، وهو بخلاف حالات الهوس الحاد والذى يُعيق المريض إلى حد كبير بل يفقدهم القدرة على التعبير عن مداركهم العليا أو ما يعتريه من أفكار أو ألهامات.
والتفسير أنه قد يكون أثناء فترات الأكتئاب أو الهوس الخفيف التى يمرون بها لها أثر ما فى تعزيز الإبداع لديهم ، فالمبدع فى تلك الحالة يكون أكثر أنفلاتاً من القيود المنطقية أو الفكرية وأكثر حرية من القيود المجتمعية ، أو أقولها بمعنى أخر أكثر دقة أنه يكون {أكثر روحانية}  فالروح من وجهة نظر (علم الكون الداخلى) هى منبع الألهامات ومركز الإبداع .
وللحديث بقية إن شاء الله فقط أشترك معنا ليصلك كل جديد.......

مع تحياتى المدرب الدولى والفنان التشكيلى والمخترع والرياضياتى والباحث 
صاحب العقلية الكونية
حسن حجازى  
hassansalah73@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صاحب العقلية الكونية
حسن حجازى
hassansalah73@yahoo.com