محرك بحث المدونة

السبت

المقال الخامس : المدرسة الديناميكية وتنمية الذكــاء

زاد الناس جداً من قدره وأهميته حتى أحتكره البعض لعشيرتهم أو جنسهم وأدعوا حرمان بقية البشر منه ، بل إن البشر فعلوها مع بقية المخلوقات بعدما أجمعوا أن الذكاء حكرا على الإنسان دون سائر المخلوقات . وتناسوا إن الغراب كان أول معلم للبشرية على الأرض ، وإن الهدهد أحاط بما لم يحط به نبى الله "سليمان" وهو النبى الذى ملك مالم يملكه أحد ممن بعده ، بل إن العديد من الأبحاث والتجارب العملية الحالية أثبتت الذكاء للحيوان والطير بل والحشرات ولكن بالطبع بنسبية .
لا الذكاء حكرا على البشر ولايميزهم وكن قد يزيد لدينا أو قابل للزيادة والتقوية  ، والعقل البشرى كالنبات يكبر ويقوى ويثمر ويتنفس ، ولا ينضج ثمرة إلا إذا أسعفه العمل ، إنه له بمثابة التنفس فهبوط الفكرة المُجردة من عليائها العقلى إلى الواقع الحسى لتتقمصه وتتفهمه فتصعد إلى المخ الآلى ليعرضها على الإمكانيات تلك المجمعة به أو فيه والتى تسمى (الذكاء) أو الإمكانيات المُتجمعة حوله والتى تسمى (التعليم) ، فيشكلها (المخ) فى كلمات وعبارات ويُقسمها إلى مراحل ومشكلات . هذا الصعود وذلك الهبوط هو شهيق وزفير العقل المُتلهف للإنتاج دائماً حتى وهو نائم يُنتج الأحلام ، ولكن ثمة من لاتنقصهم براعة الإنتاج ولاروعة الأفكار ، بيد أنهم آثروا -طوعاً أو كرها- الإنصراف إلى روتينية الأعمال اليومية ، ووظائفهم الرتيبة والتى قد تكون بعيدة أصلا عن تخصصاتهم وفى العادة عن إهتماماتهم ، فنام ذكاؤهم ونما غباء تجهله أنفسهم ، وإذا قيل لهم (أحسنوا التفكير قالوا إنما نحن المُحسنون) ، لذا يقول المُفكر الفرنسى الأستاذ "غيتون" :
(إن من واجب كل إنسان أن يكون ذكياً)
ليس هذا من قبيل فتح باب الأمل لمن ذوى الطموح فى داخله ، لكنه من قبيل النداء لأن يتحمل كلا مسئولياته تجاه ذاته وذكاءه .
وهناك شعبة أخرى اُتيح لهم أن ينتجوا بذكاء ولكن بالإتجاه الخطأ ، منهم من هو ضــار ومنهم ماهو غير مُفيد ، منهم فئة جمدت تفكيرها فى إطار نظريات مُعينة رأوا أنه لاولن يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها وأدعت ملكية الحقيقة كاملة،           ومنهم من يهدد الأمة فى أرجوحة الغرور الفارغ مُتناسيين إن الثقة وسيلة وليست غاية فى حد ذاتها ، فأحيانا تكون وسيلة لتصل بك أسرع إلى المكان أو النتيجة الخطأ ، وهذا نتحسسه فى قوله تعالى فى سورة (الأنفال) الآية "44":
{وإذ يريكموهم أذ ألتقيتم فى أعينكم قليلا ويقللكم فى أعينهم ليقضى الله أمراً كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور}
فالتقليل هناك يورث الثقة السلبية (الغرور) والتقليل هنا يكسب الثقة الإيجابية (الطمأنينة) ، فمن (سُنة الله بالكون) إن لكل شئ إتجاهين متعاكسين ، فالخيرية لاتكمن فى ذاتيه الأمر ولكن فى إتجاهه .
---------------------------

مع تحياتى ... المخترع، والمدرب الدولى ، والفنان التشكيلى ، وخبير أكتشاف المواهب ، والمستشار التربوى ، والباحث الرياضياتى ، والباحث التربوى  ....... حسن حجازى للتواصل: hassansalah73@yahoo.com
 مقالات أخرى عن المدرسة الديناميكية

المقال الأول : المدرسة الديناميكية والضمير
المقال الثانى : المدرسة الديناميكية و

المقال الثالث : المدرسة الديناميكية والإحترام التفكيرى

المقاله الرابعة : المدرسة الديناميكية وإنتاج الإبداع

المقالة السادسة : المدرسة الديناميكية والتبعية والمُتابعة

المقالة السابعة :المدرسة الديناميكية وجودة الحياة

المقال الثامن : المدرسة الديناميكية والفقر العام

المقال التاسع : المدرسة الديناميكية والمسببات الخفية

http://spottotop.blogspot.com.eg/2018/01/blog-post_59.html

 

المقال العاشر : المدرسة الديناميكية والمستقبل

المقال الحادى عشر : المدرسة الديناميكية والرُقى



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صاحب العقلية الكونية
حسن حجازى
hassansalah73@yahoo.com