محرك بحث المدونة

السبت

المقال الحادى عشر : المدرسة الديناميكية والرُقى

لن يبنى لك المستقبل الباهر غير عقول أبنائك ولن يعلو السور الواقى إلا بسواعد أبنائنا ، وأبداً لن تصل للمجد الذى توصل إليه جارك من خلال تقليده .
لقد تعددت المُبادرات ونُسخت التجارب الناجيه و الناجحة فى بيئات أخرى إلى بلادنا ، ولكن رغم نمو الأشجار وتطاولها فى السماء إلا إنها عقيمة لم تثمر والتى أثمرت منها جائت ثمارها هزيلة أو مريضة لأنها لم تُزرع فى بيئتها الطبيعية مهما كانت (الصوبة) محكمة التجهيز ، هنا يكمن الفارقإننا إعتبرنا مجرد نمو الأشجار هو (النجاح) الباهر للإدارة الحكيمة الواعية !
ولكن إين يكمن الحل؟
لا أحب أن أثير الإندهاش ولن أهتم بإندهاش القارئ عندما أخبره إن الحل يكمن فى (الرُقى)!؟
أن ترقى هو مايعنى أن تنبت مُستقيماً غير معوج عقلياً وصحيحاً غير عليل الأخلاق ،وهو كذلك القوى غير هزيل
كُل منا يدعى الرُقى أو يتمناه لأبناءه . ولكن هل ثمة خطوات أو معاييرخارجية للرُقى ، هل الكلمات الرقيقة أو الإلتزام بقواعد المائـدة وطريقة الإمساك بالشوكة والسكينة (حتى وإن كان مخالفة لتعاليمنا الدينية فى تناول الطعام) هى ماتُعبر عن الرُقى أم هى تلك الملابس والعطور المُستوردة لا..لآ أكيد إنها تلك المساكن والسيارات الفارهة .
وحيث إن لكل شئ وجهان فيمكننا أن نستعرض التساؤل من وجهه الآخر
هل ثمة فقير رث الهيئة وهو يمتلئ بالرقى ؟!
ولما لا ... فرب أسعث أغبر لو أقسم على الله لأبره أو كما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام
فهل يرقى إلى الله بل ويبره إلا راقى
ولكن كيف يساهم نظام تعليمى فى بناء الرقى بالأبناء؟
وهنا نتوقف أمام تسع نقاط تفتيش فى النظم التعليمية الحالية
1- الإعلاء من الشفافية
الشفافية من أهم مايميز الذات الخفية والتى تنحصر فى إنها طاقة سامية وهذا قد لايمت لديانه دون أخرى ولكن الدين قد يكون وسيلة فعالة لزيادة شفافية الذات ، ولذا نجد إن "باتانجلى" مبتكر (الراجا يوجا) - منذ الأف السنين - يوصف (اليوجا) بإنها رياضة ذاتية وليست روحانية أو دينية لإنها لاترتبط بأى تعاليم دينية أو حتى فكرة مُسبقة عن الآله الخالق وهذا متروك لممارس اليوجا.
2- قوة الإلتزام والمبادئ
لن يأتى الإلتزام أو تزيد شدته من مجرد التعليمات والإرشادات العابرة ولكن من التربية ذات الطبيعة الراقية فهل لنا بنظام تربوى يبنى قوة الإلتزام ويهدم الدخيل من المبادئ الغريبة.
3- سلامة وتحمل مسئوليات القرارات
القرار السليم لاينبُع إلا من عقل سليم وهذا لايعنى إن العقل السليم إنه (الذكاء) فذلك أمر أخر يتعامل مع المنطق ولكن القرار السليم ربما يُخالف المنطق أحيانا ولنا فى (أم نبى الله موسى) مثال وإن كان أمر من الله ولكنه فى النهاية دليل على إنه لاثمة علاقة دالية مابين القرار السليم والمنطق أو الذكاء ، كما لنا فى التصرفات العجيبة الصادرة من الرجل الصالح "الخضر" ما أثار أستغراب نبى الله "موسى" . ولاتسألنى عن مغزى أرتباط تلك النقطة بسيدنا "موسى"!؟ 
4- القوة فى الإنضباط والصبر على الإعتدال
وهو يعنى فى النهاية يقظة الضمير وذلك بالطبع أمر نسبى وهنا يجب أن ينتبه المُربى للنشئ وتكوين ضمائرهم لأهمية وخطورة يقظة الضمير من عدمه ، وهو يمثل العديد من الفاعليات الداخلية والتى تظهر على الإسلوب الخارجى والعلاقات مع الآخرين .
5- التـوازن والإتزان
دائماً لايتحقق إلا من خلال التنظيم والثبات الإتجاهى وعدم التشتت بالطاقة . والإتزان يتحقق من خلال عدم الفوضى المكانية أو الزمانية كذلك الإيجابية المـادية أو الفعلية .
6- إستفذاذ الذكاء وتنميته
بالتأكيد إن عملية التفكير هى الأساس لتنمية الذكاء ولقد تعددت مراحل التفكير ومايمكن أن نطلق علية (إمكانيات) التفكير - وليس مهارات التفكير لأن المهارات هى للأمور التنفيذية أو الجسدية - إلى إمكانيات عُليا وأخرى دُنيا.
7- المرح
لأن الحدة على العكس دائما ماتطيش من أهداف أكبر وأكثر مما تًصيب والمرح دعوة إلى الرفق وإكتسابه (فما دخل الرفق فى شئ إلا زانه وما نُزع من شئ إلا شانه ) ولأكتساب المرح وغرسه فى نفوس النشئ هنا نحتاج إلى إبتكار الأساليب التعليمية التى يمكن أن تؤدى إلى المرح التعليمى أو التعليم مع المرح ، وخاصة للأطفال الصغار وهو الأنسب على الأطلاق لقتل الملل أو إشعال الإثارة وبث الحماسة فى النفوس ، وهو من أكثر مايربط الأطفال - وحتى الكبار - بالمدرسة أو التعليم أو حتى أماكن العمل .   
8- التعاملات الودية
وأكثر مايجعل الأطفال ينفكون عن مدرستهم بل ويكرهونها هى التعاملات البينية الغير ودية والتعاملات الجافة مابين المعلمين وبعضهم أو مابين المعلمين وبينهم .
9- تنوع اللاعنف
العنف يتنوع مابين ثلاثة محاور
- المحور الجسدى : وهو مايعنى العقاب البدنى أو المـادى
- المحور النفسى : وهو يمثل العقاب العاطفى أو المُهين
- المحور العقلى : وهو الإهمال عند توضيح فكرة ما أو الإزدراء بحجة عدم الفهم أو قلة العقل .
واللاعنف المُتنوع هو رعاية اللين واعمل بإستراتيجيات (تطويرية) وليست (طفرية) أو إستخدام أسلوب الطفرات مع الأطفال فلابد وإن حققت (الطفرة) ماتريد فجأة أو بسرعة ولكن لابد وأن يتبعها عنف ما فالطفرات لاتتحقق إلا بالعنف وهو مايجعلها دائماً لاتدوم كثيراً ولذا نجد الحكمة التى قيلت بجميع اللغات (ما يأتى سريعاً يذهب سريعاً )
-----------------------------------------
مع تحياتى ... المخترع، والمدرب الدولى ، والفنان التشكيلى ، وخبير أكتشاف المواهب ، والمستشار التربوى ، والباحث الرياضياتى ، والباحث التربوى ....... حسن حجازى للتواصل: hassansalah73@yahoo.com

 مقالات أخرى عن المدرسة الديناميكية
المقال الأول : المدرسة الديناميكية والضمير
المقال الثانى : المدرسة الديناميكية و

المقال الثالث : المدرسة الديناميكية والإحترام التفكيرى

المقاله الرابعة : المدرسة الديناميكية وإنتاج الإبداع

المقال الخامس : المدرسة الديناميكية وتنمية الذكــاء

المقالة السادسة : المدرسة الديناميكية والتبعية والمُتابعة

المقالة السابعة :المدرسة الديناميكية وجودة الحياة

المقال الثامن : المدرسة الديناميكية والفقر العام

المقال التاسع : المدرسة الديناميكية والمسببات الخفية

http://spottotop.blogspot.com.eg/2018/01/blog-post_59.html

 

المقال العاشر : المدرسة الديناميكية والمستقبل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صاحب العقلية الكونية
حسن حجازى
hassansalah73@yahoo.com